يقول “ألين شورتر” (Allen Shorter) كبير مديري المشاريع في الشركة: “إنَّ الأمر بالنسبة إلى الشركة لا يتعلق بتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية؛ بل يتعلق بالتكامل بينهما”.

ويشمل عملاء “باريس ليف” (Parisleaf) القيادات الوطنية في التعليم العالي والناشطين في مجال البيئة والتكنولوجيا. لقد كان حجم أعمال الشركة صغيراً في عام 2010، ثم ازداد ليشمل عشرات الموظفين الذين يعملون معاً لإنتاج محتوى ويب ومطبوع وفيديو قادرٍ على حصد كثيرٍ من الجوائز.

وقد عرف العضو المؤسس والرئيس التنفيذي “تشاد باريس” (Chad Paris) منذ البداية، أنَّه يريد لشركتهِ أن تكون “الشركة الأكثر قوة في العالم”، وجرَّب كيراً من السياسات والإجراءات لجعل هذا الهدف حقيقةً واقعة، جنباً إلى جنبٍ مع شريكه المؤسس “أليسون باريس” (Alison Paris) وزوجته.

وعلى عكس كثيرٍ من الوكالات الإبداعية، فإنَّ وكالة “باريس ليف” (Parisleaf) لا تتولى سوى المشاريع التي يمكن التخطيط لها وتنفيذها خلال الأيام من الاثنين حتى الجمعة؛ وذلك وفق الجدول الزمني من الساعة 8:30 صباحاً إلى 5:30 مساءً.

كما أنَّها تسعى إلى تجنيب موظفيها وقتاً عصيباً من العمل الإضافي؛ إذ يُعَدُّ قضاء وقتٍ متأخرٍ من الليل في المكتب أمراً نادر الحدوث؛ ويرجع ذلك جزئياً إلى أنَّ الشركة لا توسِّع جهودها بما يفوق طاقتها. ومن ناحية أخرى، فإنَّ مغادرة المكتب بحلول الساعة 5:30 مساءً هو جزءٌ من سياسة الشركة.

يؤكد “ألين شورتر” (Allen Shorter) أنَّ شركته تجعل هذا الأمر حقيقةً، وهو ليس مجرد نقطةٍ كَثُر الحديث عنها؛ إذ “تطرح الإدارة هذا الموضوع في كل مقابلة، في حالِ لم يطرح الشخص الذي تَجري معه المقابلة الأمرَ للتحقق من صحته”.

شاهد: 8 علامات تشير إلى أنَّك لا تدير وقتك بشكل فعّال

 

الشكل الأفضل لقضاء الوقت:

إنَّ العديد من الموظفين الحاليين لدى “باريس ليف” (Parisleaf) جاؤوا من وكالاتٍ أخرى؛ إذ كان العمل لوقتٍ متأخرٍ بمنزلة وسام شرف، وهذا النوع من أخلاقيات العمل قد يكون من الصعب التخلص منه، لكنَّهم وجدوا أنَّهم يشعرون بالتحرر من أي ضغطٍ للبقاء بعد انقضاء موعد الإغلاق عندما يغادر الجميع عند الساعة 5:30 مساءً. كما أنَّ نظام ساعات العمل المنتظم يساعد الموظفين على العمل بعزمٍ أكبر عندما يكونون في المكتب.

تقول مديرة التسويق “كالي شورتر” (Kaley Shorter): “إنَّ الدردشة عند مُبرِّد المياه أو أي إضاعةٍ للوقت، أو كثرة الضوضاء عن المسائل الشخصية في محطات العمل هي أمورٌ غير شائعة لدينا؛ إذ يلتزم الجميع بالحضور الكامل والفاعلية خلال يوم العمل، أما هذه الضوضاء فتظهر لدينا وقتَ الغداء”.

وجبة الغداء وقتٌ لاختلاط الموظفين:

تُعَدُّ وجبة الغداء التي تُقدَّم أربعة أيامٍ في الأسبوع ومدَّتها نصف ساعة، إحدى مزايا العمل في “باريس ليف” (Parisleaf)، ويُقر الموظفون بأنَّ الطعام المجاني يمثِّل نقطة جذب بالتأكيد، ولكنَّ الناس يجتمعون على الغداء أيضاً لمعرفة أخبار زملائهم خارج العمل، ومنها العروض الموسيقية والغولف والنشاط المجتمعي وركوب الأمواج وتربية الأطفال.

يشرح “ألين شورتر” (Alen Shorter) أنَّ وجبة الغداء المجانية تساعد الفريق على “الالتزام بنظام ساعات العمل بصرامةٍ طوال اليوم؛ إذ إنَّنا نخفض معدل الاجتماعات الداخلية إلى الحد الأدنى؛ فنعمل في نوبات عملٍ صارمة من 75 دقيقة عمل مقابل 15 دقيقة لتخفيف الضغط ولتجنُب أكبر قدر ممكن من مصادر تشتيت الانتباه، حتى نتمكن من تركيز جهودنا وإعداد الجداول الزمنية للمشاريع بأكبر قدر ممكن من الكفاءة؛ لذا تُعَدُّ استراحة منتصف النهار أمراً يتطلع إليه الجميع”.

يمكن أيضاً استعمال وقت الغداء للاطلاع على تطورات مشروع ما أو الترتيب لاجتماعٍ مع الزملاء، ولكن يكون التركيز الرئيس على الجانب الاجتماعي فيها؛ إذ يقول كبير المصممين “بنجي هاسيلهورست” (Benji Haselhurst): “لقد اعتدت تناول الغداء أمام الحاسوب، أمَّا اليوم فأنا أرغب في العمل مع الناس”، ويُشاطره “شين بوشان” (Shane Buchan)، مطوِّر الويب للشركة، الذي رُزِق مؤخراً بمولوده الأول المشاعر نفسها؛ إذ قال: إنَّه “في الكلية، كان لدي الوقت للاختلاط مع أصدقائي؛ أما الآن مع عملٍ بدوامٍ كامل وبوجودِ عائلة، أركِّز على علاقتي مع زملائي في العمل”.

اللطف والاستدامة وقضاء وقتٍ ممتع:

إنَّ التركيز على العلاقات الداخلية والخارجية، هو نتيجةٌ طبيعية لبيان القيم الخاص بالشركة، الذي يشمل اللطف واستمرارية العمل والمتعة؛ إذ يقول الرئيس التنفيذي “تشاد باريس” (Chad Paris): “إنَّ هذه القيم ونظام ساعات العمل في الشركة من 8:30 إلى 5:30، يؤثر إيجاباً في شغفنا بالعمل الذي نقوم به، وينتج عن هذا الشغف عملٌ متقن، وعملاءٌ يستمتعون بالعمل معنا كذلك؛ وإذا لم يقدِّر أحد العملاء المحتملين الطريقة التي نعمل بها، فهم ليسوا العملاءَ المنشودين إذاً”.

يضيف المدير الإبداعي “مات ستيل” (Matt Steel): “إنَّ عملنا في هذا المجال طويل الأمد؛ فنحن لا نريد أن تنطفئ شُعلتنا في الأربعينيات والخمسينيات من العمر؛ بل نحن نؤسس حياةً لأنفسنا يمكننا مواكبتها لفترة طويلة، وأفضل طريقةٍ لنا لإنجاز عملٍ جيد دائماً هي بعد ليلة نوم جيدة أو عطلة نهاية الأسبوع مع العائلة والأصدقاء”.

إنَّ خطة “باريس ليف” (Paris leaf) للنجاح المستدام أثبتت نجاحها؛ إذ يقول الرئيس التنفيذي “تشاد باريس” (Chad Paris): “يمكننا الاعتماد على الجميع بأن يحضروا إلى العمل كل يوم ويقدموا كل ما في وسعهم”، وينتهي الأمر بمعظم المتدربين بالبقاء مع الشركة بصفتهم موظفين بدوامٍ كامل؛ إذ يبلغ متوسط ​​فترة العمل للموظفين المبدعين حديثي التعيين ثلاث سنوات.

لقد شهدت الشركة نمواً ملحوظاً خلال السنوات الست الماضية؛ إذ بلغ متوسط ​​الزيادة في الإيرادات 80%، كما أنَّها حصدت العديد من الجوائز المحلية والوطنية على عملها، بالإضافة إلى دورها الفكريٌ الرائد في مجال التسويق للتعليم العالي.

المصدر


اكتشاف المزيد من موقع الربوح

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من موقع الربوح

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading