وهذا الأمر يمثل تحدياً خاصاً بالنسبة إلى الشركات الناشئة، والتي غالباً لا تمتلك القدرة على منافسة الشركات الأكبر التي تقدم أجوراً أعلى ومزايا أفضل.

ومع ذلك، هذا لا يعني أنَّ الشركات الناشئة لا يمكنها الحصول على مواهب جيدة، وفي الواقع، بعض التوجهات التي نراها في سوق العمل اليوم تقف بقوة لصالحهم، ولا يتعلق الأمر دائماً بالأجور أو الامتيازات الإضافية؛ وإنَّما بتقديم ثقافة ومرونة وقيم تضع احتياجات الأشخاص الفعلية في المقام الأول، فهل يمكن للموظفين فهم الأهداف والرؤى التي تحاول الشركات الناشئة تحقيقها؟ إذا كان الأمر كذلك، فسوف يكون هذا أكبر مؤشر على حماستهم.

لقد صدم مستقبل العمل الحالي أرباب العمل سريعاً العام الماضي، واضطرت الشركات إلى التعامل مع هذه الصدمة في ظلِّ الوباء، ومعظمها لم تعد إلى التفكير الاستراتيجي من أجل الحصول على المواهب، ومن المؤكد أنَّ هذا الوضع لن يستمر، لكن في الوقت الحالي تتمتع الشركات الناشئة بميزة هامة وهي المرونة، فإذا كان بإمكانهم التركيز على المنتج، فيمكنهم التركيز على الأشخاص أيضاً، ونقدم لك فيما يلي بعض الطرائق للقيام بذلك:

التحدث عن قصة الشركة الناشئة:

تدفع كبرى شركات التكنولوجيا مثل “غوغل” (Google) و”فيسبوك” (Facebook) و”آبل” (Apple) رواتب جيدة وتُعيِّن أعداداً ضخمة من الموظفين، لكنَّ هذه الشركات شاخت وانتشرت فيها البيروقراطية وحادت بعيداً عن المبادئ التي بُنِيَت على أساسها.

وفي الشركات الناشئة، يمكنك البحث عن الإبداع، والتبحُّر في ريادة الأعمال، بالإضافة إلى الحصول على أسهم يمكن أن تصل قيمتها في يوم من الأيام إلى الملايين، بحيث تصبح شخصاً فاحش الثراء، ومهما كان منتجك، فهذه قصة تستحق السرد.

1. إعطاء الأولوية للأهداف:

بالتأكيد، معظم الأشخاص الذين يعملون في الشركات الناشئة لن يصبحوا فاحشي الثراء؛ لذلك يجب عليهم التفكير في المنافسة المدروسة، فقد تعمل مع شركة تُحقق الكثير من الأرباح، ولكنَّها تفتقر إلى عوامل أخرى تمنحها موطئ قدمٍ في عالم الأعمال.

وقد ترى الكثير من الأشخاص غير السعداء يتظاهرون بأنَّهم في المكان المناسب، وفي المقابل، فإنَّ بعض الشركات الناشئة التي تعمل معها تستخدم أهدافها من أجل الترويج فحسب، ويمكن إظهار هذه القيم بوضوح على الصفحات الرئيسة لموقع الشركة الإلكتروني أو حتى ضمن إعلانات الوظائف الخاصة بها.

شاهد بالفديو: 6 أمور تبيّن أهمية التحفيز في عالم الأعمال

 

2. التعامل مع الموارد البشرية بجدية:

لقد أصبحت الآثار القانونية والمالية والثقافية والاجتماعية لإدارة الأفراد أمراً معقداً جداً في السنوات الأخيرة، وكلما زادت قيمة المواهب، زادت أهمية إدارتها جيداً؛ حيث تميل الشركات الناشئة إلى التعامل مع الموارد البشرية المحترفة على أنَّها شيء اختياري، وهو خطأ فادح؛ إذ يجب عليك أن تعلم أنَّ قسم الموارد البشرية مسؤولٌ عن التوظيف فحسب، وأنَّه يعمل بنموذج عمل إداري وليس استراتيجي.

3. المرونة:

لطالما اعتاد أرباب العمل على تحديد شروط التوظيف وإجبار الموظفين المحتملين على التقيد بتلك الشروط، ولكن إذا كانت المواهب قليلة، فتحتاج الشركات الناشئة إلى الإصغاء وتقبُّل كل ما يريده موظفوها.

لهذا السبب، قلِّل الاجتماعات الإلزامية، وكن على استعداد لتدريب المرشحين الأصغر سناً من أصحاب الإمكانات، وامنح الموظفين الجدد قائمة بخيارات تعويضية بدلاً من وجود شروط موحدة، واسمح للآباء بالعمل مدة أربعة أيام في الأسبوع أو لساعات مُخفَّضة، وركِّز على النتائج وليس على الجداول الزمنية.

على سبيل المثال: قامت إحدى الشركات بتخفيض ساعات العمل، وشجَّعَت موظفيها من خلال زيادة الوقت المخصص للإجازة مقابل العمل عن بُعد مدة أسبوع، فقد كان مبدؤهم: “تحقيق المرونة قدر الإمكان”، ما داموا يلتزمون بجميع الشروط.

4. الاستفادة من التكنولوجيا:

يميز هذا الأمر معظم الشركات الناشئة عن الشركات القديمة الكبيرة، فأدوات المؤتمرات عن بُعد ومنصات التعاون لم تُبتكَر لإحراز مكاسب بسيطة فحسب، فقد غيَّر وجودها لعبة جذب المواهب؛ إذ إنَّه سمح لنا بتعيين موظفين من مختلف أرجاء العالم وإظهار ثقافة الشركة، بينما تستخدم بعض الشركات العمل عن بُعد كوسيلة لمعاملة الموظفين عن بُعد بطريقة مختلفة، فإنَّ شركات أخرى تبذل المزيد من الجهد.

على سبيل المثال: إذا كان عدد الموظفين عن بُعد في الفريق يفوق عددهم في المكتب، فيمكن للجميع التواصل عن طريق بعض البرامج مثل “زووم” (Zoom) حتى لا يشعر أيُّ شخص بالإقصاء، ولا يجب على الشركات الناشئة التي تبحث عن المواهب أن تستخدم التكنولوجيا فحسب؛ وإنَّما يجب عليها تحقيق أفضل استفادة منها لتوظيف المواهب والاحتفاظ بهم.

5. اختيار نهج مناسب:

إذا كانت شركتك صغيرة، فلن تتمكن من القيام بأمور تناسب الجميع، لكن عندما تمتلك موهبة ما، يمكنك التنافس من خلال تقديم أمر ذي قيمة عالية لأشخاص معيَّنين، فربما لا يمكنك التنافس على الأجور، ولكنَّك تمتلك مزايا صحية، أو سياسة لإجازات الأبوة والأمومة، أو التزاماً مؤكداً بالتنوع، فكلما كانت الشركة الناشئة أصغر حجماً، ضاقت المساحة الديمغرافية التي يمكن أن تستهدفها لتلبية احتياجاتها من المواهب.

المصدر


اكتشاف المزيد من موقع الربوح

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من موقع الربوح

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading