ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون “إيفان تارفر” (Evan Tarver)، ويُحدِّثنا فيه عن مغالطة رواد الأعمال.
إنَّ الابتكار والسعي وراء الشغف والأرباح أمر غير منطقي تماماً بالنسبة إلى شخص عادي، فجوهر ريادة الأعمال هو اتباع هذا المنطق اللامعقول حتى تثبت للناس كم هو منطقي، فإذا عدت بالزمن إلى عام 1998 وأخبرت نفسك في مرحلة الشباب، أنَّه من الجيد إنشاء محرك بحث عبر الإنترنت يحدد مدى صلة موقع الويب بعدد الصفحات التي تم ربطها بالموقع الأصلي، فلن يكون لديك أدنى فكرة عن المستقبل الذي تتحدث عنه.
كذلك ترتيب نتائج البحث حسب الروابط الخلفية بدلاً من عدد المرات التي يظهر فيها مصطلح البحث على الصفحة كان يبدو غير منطقي أيضاً، لكن اتبع رائدا الأعمال “لاري بيج” (Larry Paige) و”سيرجي برين” (Sergey Brin) هذا الفكر غير المنطقي من خلال إنشاء محرك بحث “غوغل” (Google).
يرى رواد الأعمال المنطق عندما يرى الآخرون أنَّه غير منطقي، ويتبعون هذا المنطق بشغف حتى يراه الجميع كما يرونه، ولم يكن بإمكاني تخيُّل عالم دون “غوغل” (Google) اليوم، لكنَّني أيضاً لم أستطع تخيُّل عالم مع “غوغل” (Google) قبل عام 1998.
مغالطة رائد الأعمال موجودة، فتأكد من عدم الوقوع في شركها:
بقدر ما يقع على عاتق رواد الأعمال واجب متابعة الابتكار الثوري أو غير المنطقي، عليهم أيضاً إدراك المغالطة المنطقية وتجنبها، فلقد عَدَّت هذا “مغالطة رب المشروع” لأسباب واضحة، وعلى الرغم من أنَّنا بصفتنا رواد أعمال ورواد أعمال طموحين يمكن أن نرى طريقاً منطقياً للنجاح عندما لا يستطيع الآخرون ذلك، فإنَّنا نقع أحياناً في مغالطة؛ إذ نقنع أنفسنا بأنَّ أي معرفة أو رؤية معروفة لنا معروفة أيضاً من قِبل عامة الناس.
كما نرى طريقاً إلى النجاح بوضوح شديد لدرجة أنَّنا نفترض تلقائياً أنَّ الآخرين يمكنهم رؤيته بنفس السهولة، فإنَّنا نستخدم تفكيرنا المتميز والغريب أو رؤيتنا غير المنطقية للعالم ضدنا، ونظراً لأنَّنا نفكر بخلاف المألوف والمتوقع، فإنَّنا نخدع أنفسنا للاعتقاد بأنَّ أي شخص آخر يفكر مثلنا.
آمن برؤيتك التوجيهية وثق في مهاراتك وقدراتك:
فنحن ننظر إلى معرفتنا الفريدة ووجهات نظرنا وشغفنا على أنَّها عادية أو طبيعية، عندما تكون في كثير من الأحيان غير عادية، وفي كثير من الأحيان تكون هذه هي الشرارة التي ستطلق الابتكار الثوري، وفي كثير من الأحيان نتجاهلها، والآن، بعد أن حددنا مغالطة رائد الأعمال، ما الذي يمكننا فعله لتجنب ذلك؟
الإيمان؛ ثِق بمهاراتك وقدراتك ورؤيتك التوجيهية ورغبتك في النجاح؛ إذ إنَّ فائدة السعي إلى أن تصبح رائد أعمال هو أنَّك تواجه العديد من جوانب الحياة والأعمال التي لا يتعرض لها الآخرون، فبدلاً من الوقوع في فخ مغالطة رائد الأعمال والحط من شأن ما تواجهه، أدرِك أنَّ ما تواجهه هو ما يميزك عن الشخص العادي، واستخدم نقاط قوَّتك بوصفها محفزاً للأفكار الفريدة التي تريد أن تكشفها للعالم.
شاهد بالفديو: 6 أفكار يحتاج رواد الأعمال إلى الإيمان بها حتى يحققوا أهدافهم
فقط لأنَّ شيئاً ما يبدو واضحاً لك لا يعني أنَّه واضح للجميع:
بالنسبة إليَّ، كوني قادماً من خلفية واسعة في مجال التمويل وتطوير الأعمال، كانت مغالطتي هي افتراض أنَّ الجميع يفهم أمور التمويل، فلم تؤدِّ هذه المغالطة إلى إعاقة تطوري من الناحية المالية فحسب؛ بل قللت من قيمة المشورة المالية التي قدمتها؛ فعندما أتحدث إلى زملائي من رواد الأعمال، كنت غالباً ما أتجنب الحديث عن المفاهيم أو الأفكار المالية؛ وذلك لأنَّني كنت أخشى الاستهانة بذكائهم.
لم أكن أعلم أنَّه ليس فقط أنَّهم بحاجة إلى أن يتعلموا في مجال التمويل، ولكنَّهم أرادوا أن يتعلموا، وكان إدراك مغالطة رائد الأعمال الخاص بي بمنزلة صحوة، فلم أعد أخشى التحدث عن أبسط المفاهيم المالية، وبدأَت الأفكار المالية واستراتيجيات تطوير الأعمال تتدفق في رأسي دون عائق، وفي الشهر الأول، اتخذت قرارات عمل أكثر تأثيراً مما كانت عليه في حياتي المهنية بأكملها حتى لحظة صحوتي، ولا يعني تحديد مغالطة رائد الأعمال أنَّك لن تقع في مغالطة، ولكن إن حدث أن وقعت فيها، فثق بنفسك.
المصدر
اكتشاف المزيد من موقع الربوح
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.