لدينا أكثر من 7.7 مليار شخص على وجه هذه الكوكب، ولا يوجد شخصان متماثلان تماماً، جسدياً وعاطفياً وفكرياً، كل منا مخلوق فريد مع اختلافات تؤثر في مظهرنا وتفكيرنا وشعورنا وتصرفنا، وكما يوجد الذكور والإناث طويلي القامة وقصيري القامة، فيوجد أيضاً الانطوائيون والمنفتحون، لكن ليس بالضرورة أن يكون أحدهما أفضل من الآخر، فمن المفيد أن تفهم كيف يؤثر كل منهما في نجاحات رائد الأعمال وإخفاقاته.
ماذا يعني أن تكون شخصاً انطوائياً؟
يدرك معظم الناس تماماً ما إذا كانوا انطوائيين أم لا، فإذا كنت شخصاً منطوياً على نفسك، فمن المحتمل أن تقضي ليلة الجمعة مسترخياً في شقتك وحدك – أو مع اثنين من الأصدقاء المقرَّبين – بدلاً من حضور حفلة أو حدث كبير مع مجموعة من الناس، بالإضافة إلى ذلك، تحتفظ بمعلوماتك وتفكر فيها ملياً قبل أن تتكلم، ولديك أفكار جيدة، لكنَّك تميل إلى الاستماع للآخرين أولاً والتحدث ثانياً؛ لذا من الهام للغاية فهم الاختلافات بين الانطواء والخجل، في حين أنَّ الانطوائيين يمكن أن يكونوا خجولين – وخلاف ذلك صحيح – فهاتان فكرتان مختلفتان.
أولاً: إيجابيات وسلبيات رائد الأعمال الانطوائي
معظم روَّاد الأعمال الناجحين في جميع أنحاء العالم اليوم هم أشخاص انطوائيون؛ وذلك لأنَّ الانطواء ينتج عنه عدة فوائد متميزة؛ فعادة ما ينصت الانطوائيون أكثر مما يتحدثون، وهو أمر رائع لجمع التغذية الراجعة وفهم العملاء، علاوة على ذلك، يميل روَّاد الأعمال الانطوائيون إلى أن يكونوا أكثر استقلالية وراحة في العمل وحدهم، وهو أمر ضروري عادة في الأيام الأولى من بناء الأعمال التجارية.
لكن توجد أيضاً عدة سلبيات مرتبطة بالانطواء على الذات في مساعي ريادة الأعمال؛ إذ عادةً ما يكون لدى الانطوائيين علاقات شخصية ومهنية أقل بكثير من غيرهم، مما يحدُّ من فرصهم في العمل، بالإضافة إلى ذلك، يواجه الانطوائيون صعوبة أكبر في التعبير عن أنفسهم، وهو أمر ضروري للغاية عند إطلاق العمل التجاري وتنمية العلامة التجارية.
ثانياً: كيف تحقق أقصى استفادة من شخصيتك الانطوائية؟
تريد أن تزدهر بصفتك رجل أعمال انطوائياً؟ من الهام أن تفهم شخصيتك لتُسخِّر نقاط قوتك وتتغلب على نقاط ضعفك، ولتحقيق ذلك اتبع هاتين الخطوتين:
1. اختيار النوع المناسب من الأعمال:
ابدأ باختيار النوع المناسب من الأعمال أو الصناعة للدخول فيها، فلا تبدأ نشاطاً تجارياً يتطلب منك الخروج والتحدث إلى جماهير كبيرة يومياً، فأنت تريد مشروعاً تجارياً يتيح لك الفرصة كي تكون مبدعاً ومستقلاً.
2. توظيف أشخاص يُكمِّلون شخصيتك:
يمكنك تحقيق النجاح إلى حدٍّ معين عندما تكون انطوائياً، هذا هو السبب في أنَّه من الهام تعيين موظفين إضافيين لتعويض نقاط ضعفك؛ في جميع الاحتمالات، هذا يعني أنَّك ستقوم بتوظيف المنفتحين والأشخاص ذوي الشخصيات المرنة والذين يمتلكون مهارات التعامل مع الأشخاص.
شاهد بالفيديو: ما الفرق بين ريادة الأعمال وإدارة الأعمال؟
ماذا يعني أن تكون شخصاً منفتحاً؟
على الطرف الآخر من طيف الشخصية، يوجد أشخاص منفتحون يستمدون طاقتهم من نشاط وحيوية الآخرين ويحبون التفاعلات الشخصية؛ فإذا كنت شخصاً منفتحاً، فمن المحتمل أن تستمتع حقاً بقضاء الوقت مع الآخرين وتتطلع بشوق إلى الفعاليات الاجتماعية في تقويمك، ولا تمانع أيضاً اللقاءات العفوية والخطط العشوائية التي تنشأ من فراغ؛ إذ إنَّها توفر المعنى والطاقة التي تحتاج إليها كي تزدهر، وأنت تفضل دائماً العمل في فريق بدلاً من العمل وحدك وهذا يمنحك فرصة لمناقشة الأفكار.
أولاً: إيجابيات وسلبيات رائد الأعمال المنفتح
المنفتحون يجلبون الكثير من نقاط القوة إلى طاولة المفاوضات كرجال أعمال، فغالباً ما يكون لديهم جاذبية، وينجذب المُستثمرون والعُملاء وشركاء الأعمال نحو الأشخاص الذين يحبونهم ويثقون بهم، ويتمتع المُنفتحون بوقت سهل في بناء هذه العلاقات، والتي تؤدي في النهاية إلى زيادة أرباح الشركة، وعموماً يسهل على المنفتحين أن يختبروا المشاعر الإيجابية، ويمكن أن يكون هذا مفيداً عندما تواجه الشركة الناشئة المطبات والعثرات في مرحلة مبكرة من النمو.
يواجه المنفتحون أيضاً بعض التحديات الفريدة في مجال ريادة الأعمال؛ إذ يمكن تشتيت انتباههم بسهولة، مثل الأطفال؛ يرون شيئاً يحلو لهم ويلاحقونه، ثم قبل أن يصلوا إلى هناك، فإنَّهم مفتونون بشيء مختلف تماماً؛ لذلك ينهضون ويسعون إلى الحصول عليه، هذا يشبه تأثير البندولوم (pendulum)، عقرب الساعة الذي يتحرك جيئة وذهاباً؛ فلا يتم فعل أي شيء بكفاءة أو فاعلية، وتُشكِّل الرؤى الضحلة مأزقاً آخر محتملاً؛ نظراً لأنَّ المنفتحين يميلون إلى التحدث والقيام بأكثر مما يستمعون، فإنَّهم يجدون صعوبة أكبر في فهم جمهورهم.
ثانياً: كيف تحقق أقصى استفادة من شخصيتك المنفتحة؟
إذا كنت رائد أعمال منفتحاً، عليك أن تكون استراتيجياً في كيفية إدارة شخصيتك، فانتظر قبل أن تقول “نعم”، وعلى الرغم من أنَّ ميولك الطبيعية هي أن تغتنم الفرص، فمن الضروري ألَّا تسعى وراء كل فرصة تصادفك، وأفضل شيء يمكنك فعله هو الانتظار قبل أن تقول نعم.
1. وظِّف أشخاصاً يتمتعون بالقدرة على التحليل:
نظراً لأنَّك من النوع الذي ينظر إلى الصورة الكبيرة ويحب أن يكون عملياً ومتفاعلاً مع الآخرين، فمن المحتمل أنَّك لا تولي اهتماماً كافياً للتفاصيل، هذا هو السبب في أنَّه من المفيد توظيف أشخاص بارعين في التحليل ويهتمون بالتفاصيل الدقيقة.
2. دع الآخرين يقودون الاجتماعات:
بصفتك صاحب عمل أو مؤسس شركة ناشئة، فأنت صاحب القرار، وينبغي أن تكون كذلك، لكن ليس من الصحي دائماً أن يتحدث المنفتح باستمرار يعظ ويقود دون الرجوع إلى الوراء ومراقبة ما يحدث حوله، إحدى الطرائق التي تمكِّنك من الانتباه أكثر هي أن تدع الآخرين يقودون الاجتماعات الهامة.
في الختام:
بصرف النظر عن مقدار صعوبة المحاولة، لا يستطيع الانطوائي إجبار نفسه على أن يصبح منفتحاً، وبالمثل، سيجد المنفتح أنَّه من المستحيل تقريباً أن يتحول إلى انطوائي، فليس لديك القدرة على التحكُّم ببنية دماغك وكيفية رؤيتك للعالم من حولك، المفتاح هو أن ترضى بما لديك حتى تتمكن من الازدهار بصفتك رائد أعمال في بيئة لا يمكن التنبؤ بها.
المصدر
اكتشاف المزيد من موقع الربوح
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.