والت ديزني (Walt Disney):
معظم الناس قد سمعوا بشركة ديزني، لكنَّ قلةً تعرف مَن هو ديزني؛ والت ديزني الإنسان، أصبح في طي النسيان بالنسبة إلى الكثير، وهذا له ما يبرره إن علمنا أنَّه قد توفي منذ 55 عاماً، في 1966، وكان “والت ديزني” صاحب رؤية ورائد أعمال وعبقرياً مبدعاً، وحريٌّ بكلِّ رائد أعمال أن يتعلَّم دروساً لا تُقدَّر بثمن مما استطاع ذلك الرجل تحقيقه في حياته.
1. عدم الاستسلام:
يتوهَّم العديد من الناس أنَّ “والت ديزني” قد حقق نجاحه بين ليلة وضحاها، إلَّا أنَّ الحقيقة هي أنَّه أنشأ شركات عدَّة وانتهت بالإفلاس، كما أنشأ استديو للفن التجاري؛ حيث فشل فشلاً ذريعاً، وحاول أن يعمل في مجال الإعلانات وفشل كذلك بسبب قلة العائدات، ولكن عوضاً عن الاستسلام، كان “والت” يحاول تجربة شيء جديد، كما قال “ديزني”: “كل البؤس الموجود حلَّ في حياتي، وكل المشكلات والصعوبات قد جعلَتني أقوى، فقد لا تُدرِك ذلك عند حدوثه لكنَّ الخيبات يمكن أن تكون من أفضل النعم عليك”.
شاهد بالفديو: 10 نصائح لمحاربة اليأس والاستسلام
2. حل المشكلات:
كان “والت ديزني” بارعاً في حل المشكلات؛ حيث كان شديد الملاحظة وفي بحثٍ دائم عن حل المشكلة وكيف يمكن أن يجعل منها فرصةً في السوق، وحدث مرة أنَّه اصطحب ابنته إلى المنتزه لتركب الأرجوحة، لكنَّه لاحظ أنَّ تلك الأرجوحة كانت مُركَّبة بشكل سيئ ومتسخة، وأنَّ القائمين عليها كانوا وقحين، ففكر “والت” بتلك المشكلة، وحوَّلها إلى “عالم ديزني” (Disneyland)؛ إذ إنَّه كان يريد مكاناً آمناً ونظيفاً؛ حيث يمكن أن يصطحب الآباء أطفالهم.
كما قال رجل الأعمال الأمريكي “جيسون كيلر” (Jason Kilar): “عندما كنتُ في 10، ذهبنا إلى “عالم ديزني” وعندما وصلنا كان أكثر ما أدهشني هو الانتباه الدقيق إلى التفاصيل؛ حيث لم يكن هنالك مبالغة في أي شيء”.
3. تقبُّل التجديد:
ما يعلمه قليل من الناس هو أنَّ أول شخصية كرتونية رئيسة لـ “ديزني” لم تكن “ميكي ماوس”؛ بل كانت “أوزوالد الأرنب المحظوظ ” (Oswald the Lucky Rabbit)؛ حيث وقَّع عقداً مع شركة توزيع من أجل فيلم الرسوم المتحركة القصير وكان متحمساً للنجاح.
وعندما ذهب إليهم لتجديد العقد ما كان منهم إلَّا أن طردوه؛ حيث ادَّعوا أنَّ ملكية “أوزوالد” القانونية تعود إليهم وليس إلى “والت” كما هو واضح في العقد، والأسوأ أنَّ كل الرسامين الذين كانوا مع “والت” تخلوا عنه وانضموا إلى العمل في شركة أخرى.
عاد “والت” إلى منزله وهو يجرُّ وراءَه أذيال خيبة ضياع أكبر نجاحاته؛ حيث كان عليه البدء من جديد، ويقول: “انبثقَت فكرة “ميكي ماوس” في ذهني منذ 20 عاماً وأنا في طريقي من “مانهاتن” إلى “هوليوود” في وقت كانت فيه ثروتي أنا وأخي “روي” (Roy) في الحضيض، وكان يبدو أنَّ المصائب تتربَّص بنا”.
4. إحاطة نفسك بالمواهب:
يعترف “والت ديزني” بقلَّة موهبته الفائقة في الرسم؛ حيث يقول: “بدأتُ إنشاء أول رسم متحرك لي في 1920، وكان بسيط بالطبع ثم لجأتُ إلى أسلوب الدمى”؛ إذ إنَّه كان عبقرياً في معرفة ما يبرع به وقادراً على توظيف أمهر الرسامين في العالم.
لم يكن “والت ديزني” مَن رسمَ “ميكي ماوس”؛ بل كان رساماً يُدعى “يو بي إريكس” (Ub Iwerks)، ولم يكن ضرورياً لـ “والت” أن يكون موهوباً في الرسم؛ وذلك لأنَّه كان ذا رؤية، فالأمر أشبه بأن تكون مهندساً، ليس عليك أن تكون المقاول؛ بل يكفي أن تعلم ما يجب أن يكون عليه المشروع عند انتهائه.
5. الفضول:
امتلكَ “والت” روحاً فضولية، وكان في سعي دائم إلى تعلُّم أشياء جديدة، وقد أدى هذا في عالم الرسوم المتحركة إلى تطور مذهل في السنوات المُبكِّرة، واشتهر بصنع أول رسم متحرك بالصوت كما عمل أول فيلم مزيج من الرسوم المتحركة والحية، وأول فيلم كارتون بالطول الكامل، وحتى ذلك الوقت كان ذلك الكرتون بسيطاً، وقصيراً وفارغ المحتوى؛ حيث شاهده الناس قبل الفلم الرئيس.
العبرة هنا: لم يكن “والت” على دراية بكيفية القيام بهذه الأمور، لكنَّ فضوله دفعه ليستثمر في كيفية عمل هذه الأشياء، قال “والت”: “نستمر بالتقدُّم وفتح أبواب جديدة، وتجربة أشياء جديدة؛ وذلك لأنَّنا نتمتَّع بالفضول وتدفعنا الفضولية إلى المضي نحو آفاق جديدة”.
6. تنويع أعمالك:
كان “والت” ذكياً كفايةً بعد إنشاء استديو الرسوم المتحركة، ليدخل عالم الرسومات الحية، والوثائقيات، والتلفاز، ومدن الملاهي، وآلاف المنتجات؛ حيث كان في إمكانه متابعة عمله في أستديو الرسوم المتحركة فقط، لكنَّ ذلك لن يحقق النجاح ذاته الذي حقَّقَته شركته، ولقد عبَّر عن ذلك بقوله: “تتغير الظروف والأوقات باستمرار؛ ولذا علينا أن نوجِّه تركيزنا دائماً نحو المستقبل”، وعلى كل مجال عمل أن يبحث باستمرار عن شتى طرائق النمو والانتشار.
المصدر
اكتشاف المزيد من موقع الربوح
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.