وفي خِضمِّ الأحداث الجارية، الخوف متربصٌ بنا أكثر من أي وقتٍ مضى، فمع إغلاق الشركات، والتسريح الذي طال بعض العمال، والإجازات، والخوف والتردد الذي نواجهه، فإنَّ هذا الخوف له ما يسوغه.
لكن تكمن المشكلة في أنَّ بعضنا ليس مستعداً لأن يعترف بالخوف لنفسه أو لغيره، وربما يجد بعض الأعذار التي تبرر عدم جُرأته على الانطلاق، قد تظل في منطقة الراحة الخاصة بك، وتُفضِّل البقاء في وظيفتك المملة، على أن تُطلق إبداعك، وتكون أنت مدير نفسك.
ستعلم أنَّك بمجرد أن تنتبه إلى العلامات وتعترف بأنَّ الخوف هو الشيء الرئيس الذي يعوقك، ستبدأ أخيراً بالتغلب على مخاوفك والسيطرة على حياتك، بغض النظر عن حالة انعدام اليقين التي تكتنف المستقبل الآن.
إليك بعض الدلائل التي تشير إلى أنَّ خوفك من الفشل هو ما يعوقك حالياً سواء كنت على علمٍ بذلك أم لا:
1. التردد في تجربة شيء جديد:
عندما ينصحك أحد أصدقائك بالذهاب إلى مطعم جديد، أو بالخروج للتنزه، أو بتجربة نشاط جديد لم تعهده من قبل، سيكون موقفك هو الرفض على الأرجح؛ وذلك لأنَّك تُفضِّل ممارسة الأشياء المألوفة لديك.
كما تختار الصعوبات التي تواجهها بحذر، وتقبَّل خوض التحديات التي تثق بأنك ستنجح بها، قد يبدو الأمر ليس له أهمية بالنسبة إلى الأمور اليومية، ولكن في عالم الأعمال، يمكن ألا تُحمَد عقباه، عندما ترفض أي فرصة محتملة لخوض تجارب جديدة بسبب خوفك من الفشل، فأنت بذلك تتجنب المجازفة واكتساب خبرات جديدة، وابتكار شيء ذي معنى، وكل هذا بسبب خوفك من الفشل.
إن كان هذا حالك، جرب في المرة القادمة أن تقبل دعوة صديقك لتجربة شيء جديد، وعُدَّها فرصةً لتخطو خارج منطقة راحتك.
2. القبول بأقل مما تستحق:
أنت راضٍ عن عملك الرتيب القاتل للإبداع، وبشريكك غير الملتزم بعمله، والذي لا يعاملك كما يجب، فأنت لست خائفاً من التغيير؛ بل متعلق بفكرة العيش يومياً بالطريقة نفسها التي ألِفتها لمدة طويلة.
صحيح أنَّ الرضا بالواقع من الخصال الحسنة، لكنَّ الرضا بأقل من المعقول ليس كذلك؛ وذلك لأنَّك بالفعل تمتلك القدرة على تغيير واقعك وتحسين حياتك، ولكن لتحقيق ذلك؛ يجب أن تعترف أنَّك تريد وتستحق أكثر مما لديك، وسيتعيَّن عليك المجازفة، صحيح أنَّ احتمالات فشلك ستزيد هكذا، لكنَّ فرص عيش حلمك ستكون أكبر بكثير.
إن مَسَّك هذا الكلام، فخذ بعض الوقت لتراجع نفسك، وفكر في حياتك وعلاقاتك وفي وضعك الحالي، فما الذي يعجبك به وما الذي تتمناه أن يكون مختلفاً، ثم استعمل تقنية العصف الذهني لتسجل ما يجب أن تغيِّره؛ لتصل إلى الحياة التي كنت تتمناها.
شاهد بالفديو: 12 أمراً يساعدك في التغلب على الخوف
3. إنكار الخوف عندما يعتريك:
قد يدَّعي المرء أنَّ لا شيء يخيفه، لكنَّ هذا مجرد خداع، فلكلٍ منا مخاوفه، أما عن كثرة مخاوف روَّاد الأعمال، فحدِّث ولا حرج، الخوف عاطفة بشرية غريزية، ومهما كنت هادئاً ومتمكناً، فلا بدَّ من أن تشعر به من حينٍ لآخر، ومن المؤكد أنَّ هذا الخوف قد أثَّر في قراراتٍ قد اتخذتها من قبل، لن يساعدك إنكار الخوف على التغلب عليه؛ بل إنَّ كبت الخوف، يمنحه سيطرةً أكبر على حياتك.
إن كان هذا حالك، فإنَّ الوقت قد حان كي تصارح نفسك، وتعلم على وجه اليقين ما يخيفك؛ لذا دوِّن مخاوفك، ومن ثمَّ ستصبح قادراً على التعرف والتغلب عليها بدلاً من أن تظل مكبوتة.
4. الانهيار عندما لا تجري الأمور كما يجب:
عندما تفشل، حتى بأمر بسيط، ستشعر أنَّك مصدر الفشل، ويصبح حديثك الذاتي سلبياً بشكل خاص عندما تسوء الأمور، سوف تمتلئ البهجة حين تسير الأمور بسلاسة، لكنَّك تميل إلى النظر إلى أي تحديات مقبلة على أنَّها كوارث، بدلاً من أن تَعُدَّها فرصاً.
إن كان هذا حالك، فإنَّ طريقة تفكيرك هي الشيء الرئيس الذي يحتاج إلى التغيير، اعمَل على تقبُّل الفشل كفرصة للنمو، وأَحِط نفسك بالتأثيرات الإيجابية واعمَلْ على إبقاء حديثك الذاتي إيجابياً، بغض النظر عن ظروفك.
5. الحكم على الآخرين من خلال نجاحهم أو فشلهم فقط:
عندما ترى شخصاً ناجحاً للغاية؛ فإنَّك تفترض أنَّ ذلك يرجع إلى كونه شخصاً مميزاً حقاً، وعلى العكس فعندما ترى شخصاً فشل في تحقيق أمر ما، تفترض أنَّه ارتكب خطأً، حتى لو لم تكن هذه النظرة دقيقة.
انتبه إلى نظرتك إلى الفشل والنجاح عندما لا يتعلق الأمر بك شخصياً؛ وذلك لأنَّها ستشكل نظرة مهمة بالنسبة إليك في معتقداتك حول هذا الموضوع.
حاول التركيز على صفاتك الداخلية وجهدك، بدلاً من النجاح الخارجي عندما تقيِّم ما حققته، وابذل قصارى جهدك حتى لا تقارن نفسك بالآخرين؛ حيث إنَّه من الرائع أن تتعلم من نجاحات وإخفاقات الآخرين، ولكن من غير المجدي أن تقارن نفسك بهم، فالجميع في مرحلة مختلفة من مشوارهم، وقد يكونون في منتصف الطريق، بينما أنت في نقطة البداية.
6. اختلاق الأعذار:
ستجد الكثير من الأعذار لتبرِّر عدم قدرتك على افتتاح عملك الخاص حتى الآن، كعدم وجود المال الكافي والانشغال الزائد والجائحة، وفكرة أنَّ الكثير يقلقك، والطقس السيِّئ في الخارج، وفوق كل هذا أنت متعب، أو ربما أَخبَرك برجك اليومي أنَّ الآن ليس وقتاً مناسباً للبدء؛ لذا فأنت واثقٌ من أنَّ فكرتك الرائعة لن تنجح على أرض الواقع.
يدفعنا الخوف إلى التفنن في اختلاق الأعذار؛ حيث يمكن لهذه الأعذار أن تكون مبنية على أساسٍ حقيقيٍ بالطبع، ولكن إذا كنت تريد حقاً بدء عمل تجاري، فلا ينبغي أن يكون أي عذر قوياً بما يكفي لإيقافك، هذه علامة مؤكدة على أنَّ خوفك هو الشيء الحقيقي الذي يعوقك.
واجه أعذارك، وخذ بعض الوقت لكتابة جميع الأسباب التي تعتقد أنَّها تمنعك من بدء عمل تجاري في الوقت الحالي، ومن ثمَّ، فكر في هذه الأعذار واحداً تلو الآخر وفي كيفية التغلب عليها، إن كنت تريد البدء حالاً، على سبيل المثال، إن كنت تعتقد أنَّه لا يمكنك بدء عمل تجاري لأنَّه ليس لديك أي أموال، فهل يمكنك العثور على طريقة للبدء دون نقود؟ إن كنت مشغولاً للغاية فهل يمكنك إلغاء شيء من جدولك لتوفير بعض الوقت؟
بمجرد أن تعترف بما تخشاه حقاً، يمكنك البدء في إحراز تقدم حقيقي نحو أهدافك، ودون الخوف من الفشل الذي يحول بينك وبين أحلامك.
المصدر
اكتشاف المزيد من موقع الربوح
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.