نحن نسمع اسمه ونرى صوره في جميع وسائل الإعلام والفعاليات الاقتصادية والاجتماعية، وما يميزه أنَّه حقق هذا النجاح وهو شاب وليس رجلاً كهلاً، وأنَّه لم يولد وملعقة الذهب في فمه؛ بل هو من صنع نفسه وحقق النجاح بعد الفشل وصار في قائمة أغنياء العالم، فتعالوا معنا في هذا المقال لنتعرف إلى حياة “أبو هشيمة” وما هي الخلطة السحرية لنجاحه.
أولاً: من هو أحمد أبو هشيمة؟
هو “أحمد حمدي أبو هشيمة” رجل الأعمال المصري الشهير وصاحب مجموعة مصر للحديد والصلب التي هي من أكبر منتجي الحديد في جمهورية مصر العربية.
وُلد “أبو هشيمة” في يوم 11 من شهر كانون الثاني/ يناير لعام 1975 في حي “الوايلي” في مدينة “القاهرة”، ويعود أصله إلى محافظة “بني سويف”؛ إذ كان والده ضابطاً في الداخلية المصرية، وبسبب ظروف عمله انتقل إلى “القاهرة”؛ حيث وُلد “أبو هشيمة”.
كان “أحمد أبو هشيمة” في طفولته من هواة كرة القدم وبرع فيها، فانضم إلى صفوف منتخب الناشئين في مصر، ولكنَّه أُصيب بالرباط الصليبي عام 1993 أو 1994، وهذا جعله يترك اللعبة التي يعشقها، وانتهى مشواره الكُروي قبل أن يبدأ.
ثانياً: قصة نجاح أحمد أبو هشيمة
- درس “أبو هشيمة” في كلية التجارة، وتخرج منها عام 1996، وعمل خلال فترة دراسته الجامعية في بنك المصرف العربي الدولي تحت التمرين، وكان راتبه حينها 100 دولار، وقد بقي في هذه الوظيفة حتى أنهى دراسته الجامعية، ولأنَّه لم يرغب في أن يبقى موظفاً طيلة حياته، وأدرك أنَّها لن تحقق له حلمه بأن يكون رجل أعمال مليارديراً ومشهوراً.
- فكَّر بأن يكون له مشروعه الخاص، فخاطر وترك الوظيفة الثابتة.
- بدأ “أبو هشيمة” يفكر في التجارة، مع أنَّه لم يكن يملك الإمكانات المادية التي تساعده على البدء، واختار العمل بتجارة الحديد، وحسب أقواله أنَّ سبب اختياره لمجال الحديد هو نصيحة صديق كان والده يعمل في تجارة الحديد والصلب.
- بدأ “أبو هشيمة” العمل بوصفه موزعاً للحديد، وذهب إلى تاجر حديد في منطقة “إمبابة” وحاول أن يبيع له طن الحديد بـ 1300 جنيه، بينما كان سعره آنذاك 1200 جنيه، بالطبع رفض التاجر الشراء منه، وقال له إنَّه يمكن أن يشتري منه بسعر 1190 جنيه، ووافق “أبو هشيمة” أن تبدأ تجارته بخسارة، وأن يبيع الحديد بأقل من تكلفته الحقيقية، فكان يخسر في طن الحديد 10 جنيهات.
استمر في ذلك لفترة من الوقت نحو السنة، ويبرر ذلك بأنَّ غايته كانت الانتشار في السوق وليس الربح، وفعلاً بات “أبو هشيمة” معروفاً لدى كل التجار بأنَّه موزع الحديد صاحب البدلة وربطة العنق التي كان ينزل بها إلى السوق، وزادت شعبيته وتعاملاته التجارية.
- في عام 2002 بدأ “أبو هشيمة” يقطف ثمار نجاحه؛ إذ استطاع بذكائه ومجهوده شراء 10% من مصنع حديد كان يعمل به، وبعد 3 سنوات تمكَّن من جعلها 30% في مصنع آخر.
- استمر في النجاح كل سنة وشراء نسبة أكبر من مصانع الحديد الأخرى.
- حتى تمكَّن عام 2009 من إنشاء مصنع حديد خاص به أطلق عليه اسم “حديد المصريين”، وبهذا تحول “أبو هشيمة” من موزع للحديد إلى مصنِّع له.
ثالثاً: ثروة أحمد أبو هشيمة
يُعَدُّ “أحمد أبو هشيمة” واحداً من أغنى الناس في مصر والشرق الأوسط، وتُقدَّر ثروته بمليارات الدولارات، حتى إنَّ مجلة “فوربس” الأمريكية ذكرت في أحد تقاريرها أنَّ أرباح “أبو هشيمة” السنوية تُقدَّر بمعدل 15 مليار سنوياً.
رابعاً: إنجازات أحمد أبو هشيمة
- المؤسس والرئيس التنفيذي لـ “مجموعة حديد المصريين” منذ عام 2010.
- المؤسس والرئيس التنفيذي لـ “شركة إسمنت المصريين” منذ عام 2016.
- مؤسس “شركة المقاولات المصرية” في عام 2017، وهي شركة إدارة خدمات كاملة ومقاولات عامة.
- أسس عام 2016 “المجموعة المصرية للإعلام”، وهي شركة خدمات إعلامية متكاملة.
- نائب رئيس “حزب الشعب الجمهوري” وعضو “مجلس الشيوخ المصري”.
خامساً: الأعمال الخيرية والمساهمات المجتمعية لـ أحمد أبو هشيمة
ما يميز “أبو هشيمة” عن غيره من رجال الأعمال أنَّه يؤمن بأنَّ النجاح الحقيقي ليس في المال فقط؛ وإنَّما في عمل الخير؛ لذا فهو يستمر في تقديم المساعدات والمساهمات الاجتماعية، ومنها:
- احتضان ومساعدة الشباب المصري، وخاصةً من يمتلكون الموهبة والمهارات، فقد قام برعاية المخترعين “أحمد أسامة” و”أحمد بهيج” اللذين قاما بتمثيل مصر في المنتديات العلمية الدولية، كما قام “أبو هشيمة” برصد مبلغ مليون جنيه في مسابقة “حلم جيل جديد” ليتم اختيار أفضل مشروع صناعي وتبنيه ومساعدة صاحبه على تحقيقه.
- مشاركة “أبو هشيمة” عام 2012 في تكريم منتخب مصر لكرة القدم للصم والبكم.
- تقديم “أبو هشيمة” عام 2012، 20 ألف طن من الحديد لإسكان الشباب من خلال التنسيق مع وزارة الإسكان.
- القيام في عام 2013 بمشروع خيري بتوصيل المياه النقية إلى العديد من القرى التي ارتفعت فيها معدلات الإصابة بالفشل الكلوي.
- تكريم “أبو هشيمة” عام 2013 لأبطال الأولمبياد ذوي الاحتياجات الخاصة، ودعمهم في نشاطاتهم.
- إيقاف “أبو هشيمة” عام 2014 إعلانات “شركة حديد المصريين” على التلفاز التي كانت كلفتها بالملايين، وقرر توجيه هذه الأموال إلى إعادة إعمار 20 قرية مصرية مثل “سوهاج” و”الفيوم” و”المنيا”.
- مشاركته أيضاً عام 2014، بإطلاق حملة (THE NEW EGYPT) في “نيويورك”، تم فيها عرض أهم معالم “مصر” السياحية ورسائل لتشجيع الاستثمار في مصر وأنَّ “مصر” بلد السلام والأمان.
- مشاركته عام 2015 في إطلاق حملة “استثمر في مصر المستقبل” بشوارع “دافوس” في “سويسرا”.
- مشاركة أبو هشيمة في رعاية الأيتام وتسديد ديون الفقراء ومعالجة مرضاهم.
سادساً: حياة أبو هشيمة الشخصية
اشتهر “أبو هشيمة” بعلاقاته النسائية المتعددة وبالهوس بالجميلات:
- عام 1997: كان زواجه الأول وهو في عمر الـ 22 عاماً من زميلة له في الكلية، واستمر الزواج 9 سنوات حتى عام 2006، ولديه منها ولدان، وهما “عمر” الذي يبلغ 21 سنة، و”يوسف” الذي يبلغ 18 سنة، ولم يكشف “أبو هشيمة” أسباب طلاقه ولا هوية زوجته الأولى.
- عام 2009: تزوج “أبو هشيمة” من الفنانة اللبنانية “هيفاء وهبي”، وهذا جعله أكثر شهرة، ولكنَّه انفصل عنها عام 2012.
- عام 2020: تزوج “أبو هشيمة” من الممثلة المصرية الشابة “ياسمين صبري” وانفصل عنها عام 2022.
انتشرت شائعات وأخبار حول ارتباط “أبو هشيمة” بشقيقة اللاعب البرتغالي الشهير “كريستيانو رونالدو”؛ إذ كان الرجلان مقربين جداً ويجمعهما عملاً مشتركاً، لكنَّ هذه الشائعة بقيت غير مؤكدة، وإلى اليوم لا تتوقف الشائعات عن “أبو هشيمة” وارتباطه بالجميلات من الفنانات والمشاهير.
سابعاً: ماذا يقول أحمد أبو هشيمة عن نجاحه؟
نستعرض أهم كلام “أبو هشيمة” في اللقاءات والحوارات التي ظهر بها والنصائح التي يوجهها إلى الشباب، وأهم أقوال أحمد أبو هشيمة هي:
- “الدراسات الدقيقة والمتأنية تساعد على دخول أي مشروع، ولكنَّ ذلك لا يمنع المخاطرة في بعض الأحيان، بشرط أن تكون مخاطرة محسوبة عواقبها، وأيضاً إدارة الوقت عنصر هام لاكتمال خلطة النجاح”.
- “تحقيق النجاح هو في البداية قرار نابع من الداخل، فالقرار هو ما يحول الفشل إلى نجاح”.
- “دائماً أتعامل مع كل يوم على أنَّه خطوة تدفعني إلى الأمام صوب أحلامي التي لا نهاية لها”.
- “بعد إنجاز هدف ما، دائماً أحاول تجديد أهدافي بسرعة، ومن ثمَّ يبقى أمامي الكثير لأحققه، فلديَّ المزيد من الخطط على قائمة مهامي التي أعتقد أنَّها ستقودني إلى نجاحات جديدة”.
- “يجب أن يكون لديك هدف واضح، فلا تخف من أي مجال تقرر الانخراط به طالما أنَّك واثق من دراسة الجدوى وخطة العمل الخاصة بك”.
- “اختيار المواهب المناسبة هو أكبر استثمار لأي رجل أعمال”.
- يصف “أبو هشيمة” الخلطة السحرية التي كانت وراء نجاحه قائلاً: “الخلطة السحرية بدأت حين حددت هدفاً واضحاً أعمل عليه، على الرغم من أنَّني كنت من أسرة متوسطة، كنت دائماً أحلم بأن يكون لي عمل خاص، ومن ثمَّ حددت هذا الهدف وجعلته حلماً، وكافحت حتى حققته، مع الإشارة إلى أنَّ النجاح لا يأتي دون فشل”.
- “أنصح الشباب في مقتبل عمرهم أن يدركوا أحلامهم جيداً، والدي كان ضابط شرطة وكان قدوة كبيرة بالنسبة إليَّ، لكن إمكاناته المادية كانت محدودة، فكنا نعيش حياة متوسطة، وتعليمي حكومي متوسط، وكنت في جامعة قناة السويس الحكومية بكلية التجارة”.
- “لم أفشل في عملي بالبنك، لكن لم أرَ نفسي موظفاً”.
- “أعمل لمدة 13 ساعة متواصلة في اليوم دون كلل أو ملل”.
ثامناً: جوائز عالمية حصل عليها أبو هشيمة
- استلم “أبو هشيمة” عام 2013 “درع الجمهورية” من قِبل دار التحرير؛ وذلك لدوره في خدمة الصناعة وخدمة “مصر”.
- حصل عام 2013 على جائزة “أصغر مدير تنفيذي في إفريقيا والشرق الأوسط” من قِبل مؤسسة “أرابيان بيزنس” في “دبي”.
- تم منح “أبو هشيمة” وسام التميز بصفته واحداً من أكثر رجال الأعمال تأثيراً في العالم، وتحديداً في فئة التنمية ورجال الأعمال من قِبل “المجلس الدولي لحقوق الإنسان والتحكيم والدراسات الاستراتيجية”.
- حاز عام 2015 على جائزة “أفضل رئيس تنفيذي في مجال صناعة الحديد على مستوى العالم” من قِبل (European CEO).
- اختير من بين أنجح 100 رجل في العالم العربي في احتفالية “مجلة اسكواير العالمية” بإصدارها المئة في منطقة الشرق الأوسط.
- حصل على جائزة “رائد صناعة الحديد في الشرق الأوسط” لعام 2016 من قِبل مؤسسة (Big Project Middle East).
- نال جائزة “أفضل القادة التنفيذيين إبداعاً في العالم العربي” لعام 2018 من قِبل “مجلة استثمارات الإمارات”.
في الختام: أنت مَن تصنع حياتك
تعالوا لنتخيل أنَّ “أبو هشيمة” بقي موظفاً في البنك الذي كان يعمل به، ولم يفكر في المخاطرة ومغادرة منطقة الراحة التي كان بها، فهل كان سيكون واحداً من أكبر رجال الأعمال اليوم؟ الإجابة بالطبع “لا”، وما كان ليصل إلى هذه الثروة والشهرة والرفاهية، إذاً قصة “أبو هشيمة” قصة مُلهمة بأنَّ الإنسان هو من يصنع حياته، فلا تستكن للظروف أو ترضخ لوظيفة أو واقع لا يحقق حلمك، واخرج من منطقة الراحة وحدد هدفك وانطلق نحوه وتقبَّل المخاطرة ولا تتوقف، فالخوف يقتل صاحبه؛ بل آمن بنفسك وخذ قرارك بالبدء، فقد تفشل، ولا تيأس، فلا نجاح دون فشل، وتذكَّر دائماً أنَّ الدنيا لا تمطر ذهباً؛ بل الإنسان هو من يجتهد ويكافح ويصمم ليصل إلى الذهب.
المصادر: 1، 2، 3، 4
اكتشاف المزيد من موقع الربوح
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.