ريادة الأعمال

فكرة الفرانشايز وشروطها ومراحلها


يقول الكاتب زياد الريس في كتابه “تجربتي لحياة أفضل”: توجد أفكار كثيرة قابلة لتكون فرانشايز منها (المطاعم، خدمات الصيانة، خدمات التطوير العقاري، التدريب المهني والتعليمي وما إلى ذلك)؛ لذا أحببتُ أنْ أتحدث وأُلقي الضوء على هذه الفكرة من عدَّة جوانب، الإيجابيَّة والسَّلبيَّة؛ وذلك لأنَّها إحدى أهمّ الطرائق للانتشار العالمي.

تعريف الفرانشايز:

هو طريقة لتطوير أسواق جديدة لنموذج عمل ناجح؛ وذلك من خلال توكيل الآخرين بالاستثمار به وتكراره بمكان آخر ضمن معايير وضوابط محددة؛ بحيث يلتزم المستثمر “فرنشايزي” ويحافظ على كافَّة عناصر العمل الأصلي من النَّاحية التَّسويقيَّة والتَّشغيليَّة والتجاريَّة والإنتاجيَّة.

تعريفات عن الفرانشايز:

  1. صاحب العمل الأصلي يُسمَّى فرانشايزور.
  2. الوكيل عن الأصل يُسمَّى فرنشايزي.

أنواع الفرانشايز:

يوجد نوعان من علاقة الفرانشايز:

  1. فرانشايز مفرد (وهو يكون لموقع واحد فقط).
  2. فرانشايز مُتعدِّد (وهو يكون لمنطقة جغرافيَّة مُحدَّدة تتضمَّن مجموعة مواقع قد تكون ضمن دولة واحدة أو عدة دُوَل).

شروط تحقق الفرانشايز:

ليس كل عمل يمكن تطبيق فكرة الفرانشايز عليه؛ فيجب أن تتحقَّق فيه مجموعة شروط حسب الآتي:

  1. وجود النموذج الأوَّل (الكونسبت -concept) للفرنشايز، وأن يكون تحت التشغيل، ويُقدم الخدمة، وذا مركز مالي واضح.
  2. أن يكون العمل “concept -الفرانشايز ” قابلاً للتَّكرار في منطقة أخرى، أو لشريحة أخرى من الزبائن.
  3. أن يكون العمل (الكونسبت – الفرانشايز) ذا ربحيَّة ماليَّة، وله هامش ربح كافٍ ليكون قادراً على التَّقاسُم بنِسَب مُحدَّدة بين الفرانشايزور والفرانشازي.
  4. أن يكون قابلاً لتدريب الآخرين لتشغيل الفكرة (الكونسبت – الفرانشايز)، وتقديم نفس الخدمة أو المُنْتَج.
  5. أن تتحقق فيه قابليَّة تأمين كل عناصر المواد الأوليَّة من أجل تقديم المُنْتَج النهائي للعميل أو الخدمة.
  6. وجود كتالوج تشغيلي مُفصَّل (operation manual) ونظام متابعة ومُراقَبة تحكم العلاقة بين الفرنشايزور والفرانشايزي.

شاهد بالفيديو: أفضل 5 أدوات لتمويل مشروعك الجديد

 

مراحل إتمام العلاقة التَّعاقديَّة الفرانشايز:

المرحلة الأولى:

دراسة أوليَّة لإمكانيَّة تطبيق الفكرة في السُّوق الجديد، وتجميع كافَّة المعلومات المطلوبة لذلك من النَّاحية التَّشغيليَّة والماليَّة.

المرحلة الثَّانية:

توقيع عقد سِرِّيَّة المعلومات، وتبادل المعلومات المطلوبة لإكمال دراسة الجدوى الاقتصاديَّة للمشروع.

المرحلة الثَّالثة:

مع اكتمال الدِّارسَة المبدئيَّة للفكرة، وإمكانيَّة تطبيقها في المنطقة الجغرافيَّة الجديدة، وبعد توقيع اتفاقيَّة الفرانشايز، وعلى كل البنود التي فيه، بما فيها الالتزامات الماليَّة من طرف الفرانشازي لصالح الفرنشايزور يتم العمل على الآتي:

1. يقوم الفرانشايزي على تأسيس الفرع أو الشَّركة من النَّاحية القانونيَّة، وتأمين الإجراءات اللازمة لذلك.

2. الإشراف والمشاركة في الدِّراسة الماليَّة لمُتطلَّبات التَّأسيس حسب التَّالي:

  • رأس المال المطلوب لشراء الأصول.
  • رأس المال التَّشغيلي المطلوب.
  • عمل دراسة ماليَّة تقديريَّة للأعوام القادمة (projection) من خلال قائمة الدَّخْل التقديريَّة للعام الأوَّل والثَّاني والثَّالث كحد أدنى.
  • المُشارَكة في وَضْع الهيكل الإداري (organization chart) للفرع من (إدارة الشَّركة، الإدارة الماليَّة، فريق التَّسويق، فريق الصيانة)، والمساعدة في تأمين الموظَّفين المطلوبين آخذين بالحسبان المواصفات المطلوبة.
  • تدريب المُوظَّفين “training” لمدة ثلاثة أشهر على المهام المطلوبة من النَّاحية الإداريَّة والتَّشغيليَّة والماليَّة.

المرحلة الرابعة:

هي مرحلة ما بعد التَّأسيس، وتكون بالإشراف على إدارة الشَّركة من النَّواحي والمَيزات الآتية:

  1. الإشراف على التَّشغيل والالتزام بضوابط العَقْد.
  2. الإشراف على التَّقرير المالي.
  3. تبادل المعلومات والاستفادة من شبكة العلاقات العائدة للفرانشايزور في تأمين مبيعات للفرنشايزي.
  4. الاستفادة من شبكة العلاقات والموردين للفرنشايزور، لتخدم الفرنشايزي في المشتريات ومصادرها.
  5. الاستفادة من تحويل طلبات البيع للفرنشازي، وخلاف ذلك صحيحٌ بحيث يتم إرضاء أكبر شريحة للعملاء.
  6. الاستفادة من الحملات الدعائيَّة في شبكات التَّواصل بشكلٍ غير مُبَاشِر.
  7. الاستفادة من كل برامج المُراقَبَة والجَوْدَة والمُتابَعَة التَّشغيليَّة التي يستخدمها الفرنشايزور.
  8. الاستفادة من قيمة الأسهم بنسبة يَتِم الاتِّفاق عليها في حال تمَّ البيع الكامل أو الجزئي للشَّركة الأم أو الفرع.

تعدُّ فكرة تطوير العمل من خلال الفرانشايز من أسرع الطرائق لتطوُّر وتوسُّع العمل وانتشاره، ومن خلال استثمار الآخرين بالفكرة التي تَحملها والتي تمَّ العمل على تأسيسها وإنجاحها، تُؤمِّن فكرة الفرانشايز عائداً مادِّيّاً لصاحب الفكرة من خلال الرُّسوم التي يتَّفق عليها في عقد الفرانشايز.

تُقسَّم على النَّحو الآتي:

  1. رسوم “franchise fees” تُدْفَع لمَرَّة واحدة، وتكون لقاء مُدَّة تعاقديَّة محدَّدة (10-15 عاماً مثلاً).
  2. رسوم “franchise royalty” وتكون بشكلٍ دوري ومرتبطة بنِسْبَة من المبيعات.
  3. رسوم أخرى مثل المُشارَكَة في حملات الدعاية المشتركة “marketing fees”.
  4. وتوجد فائدة أخرى من خلال المشتريات للمواد الأوليَّة التي تتم عن طريق الفرانشايزور.

من جهةٍ أخرى توجد بعض الجوانب السَّلبيَّة التي يمكن أن تظهر من خلال العمل بفكرة الفرانشايز؛ منها:

  1. احتماليَّة تقديم المُنْتَج النهائي أو الخدمة للعميل بجَوْدَة أقل لأسبابٍ عدَّة.
  2. أي خلل أو تقصير في أحد مواقع الفرنشايزي الذي يحمل الاسم نفسه “Brand”؛ سوف يؤثر في السِّلسلة كلها.
  3. التَّحكُّم بالجَوْدَة أو المُراقَبَة الماليَّة كلما بَعُدَت من المركز يكون بمنزلة تَحدٍّ أكثر.

ممَّا سبق، وبالعودة إلى الأسماء الكبيرة المُنْتَشِرة بالعالَم مثل (ماكدونالد، برغر كينغ، KFC، وغيرها) سوف نجد انتشارها يعود من خلال فكرة الفرنشايز، ومن هنا يمكن لنا أن ننقل خبراتنا بإتقان موضوع الفرنشايز والأخذ بكامل الأسباب التي تساعد أفكارنا المحلية على التوسع والانتشار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى