فها هو الدليل قد أصبح بين أيدينا، لنقتنع بفكرة أنَّ النجاح قد يبدأ بهذه الأحلام التي راودَتنا وتمنينا تحقيقها، وسنتأكد أنَّ وراء كل شخص ناجح هناك قصة طويلة كلها تحديات ومواجهات وخيبات كان قد تخطاها كلها ليدرك نجاحه الحالي.
وفي البداية إليكم هذه النصيحة: يمكن للشخص أن يحلم بأي شيء يريده، لكن عليه أن يبدأ بتنفيذ الخطوة الأولى لتحقيق هذا الحلم، فكن مستعداً ومتأهباً ولا تيأس من أول محاولة؛ بل قاتل حتى الوصول إلى غايتك.
نقدِّم لكم في هذا المقال عدداً من قصص بعض الأشخاص الذين حققوا نجاحاً باهراً في حياتهم، ونجحوا في تسطير أسمائهم ضمن قوائم الأكثر شهرةً والأغنى في العالم، وهذه القصص لتحفزكم وتستثير حماستكم للنهوض والانطلاق لتحقيق أحلامكم.
وعليكم أن تعلموا أنَّ هؤلاء الناجحين وهذه القصص التي تتحدث عن عظمتهم، لم تأتِ ببساطة؛ بل إنَّهم واجهوا الكثير من الكبوات والأزمات في حياتهم، إلَّا أنَّهم قد سَخَّروها لتكون في مصلحتهم وتعينهم على الاستمرار والمزيد من التحدِّي والإصرار.
لقد حقق أكبر المستثمرين في العالم ثروات لا تُعَدُّ ولا تُحصى، بالإضافة إلى ذلك، قد ساعد الكثير منهم ملايين الأشخاص على تحقيق إيرادات مالية ضخمة من الاستثمار، ولكن عليك أن تعلم أنَّ أكبر المستثمرين وأكثرهم نجاحاً لا يطبِّقون الاستراتيجيات نفسها في العمل، فبعضهم ابتكر طرائق جديدة وإبداعية للاستثمار، وفيما يلي قائمة تضم 10 من أشهر المستثمرين في التاريخ، وأكثرهم نجاحاً:
1. بنيامين جراهام:
هو اقتصادي ومستثمر من أصل بريطاني، وُلِد في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1894، وعاش حياته في الولايات المتحدة إلى أن توفي فيها عام 1976.
وهذا الشخص العبقري لم يكن مجرد مستثمر فحسب؛ بل ألَّف العديد من الكتب لشرح وتعليم المستثمرين من أقرانه وممَّن خلفه مبادئ وأساسيات الاستثمار الذكي والناجح، وأحد أهم وأشهر كتبه هو “المستثمر الذكي”.
إضافة إلى ذلك قد اشتهر “بنيامين” باثنتين من أكثر الاستراتيجيات نجاحاً في مجال الاستثمار، وهما: استراتيجية التحليل المالي، واستراتيجية استثمار القيمة.
فأمَّا بالنسبة إلى استراتيجية استثمار القيمة فقد كان مفهومها الأساسي ينصبُّ على أنَّ أي استثمار يجب أن يكون له قيمة عالية أكبر بكثير من القيمة المالية المدفوعة من قِبل المستثمر مقابله.
وقد كان “بنيامين” يخص تحليل أوضاع الشركات بقدر كبير من الأهمية، ويَعُدُّه أحد أهم الأولويات، ويخص في بحثه وتحليله للشركات تلك التي يكون لديها مركز مالي متين وقوي وناتج عن انخفاض التزاماتها وارتفاع معدل تدفقاتها النقدية، وتتميز بهامش ربح يعلو متوسط هامش ربح باقي الشركات.
2. وارن بافيت:
هو مستثمر من أصل أمريكي، ويُعَدُّ أحد أهم وأنجح وأشهر المستثمرين في العالم، يترأس “وارن بافيت” مجلس إدارة شركة “بيركشاير هاثاواي”، ويَعِدُّ المستثمر “بنيامين جراهام” قدوةً له، ويتَّبع مبادئه واستراتيجياته الاستثمارية.
تُقدَّر ثروة “وارن بافيت” في الوقت الحالي بما يزيد عن مئة مليار دولار، وتحقَّق له ذلك من خلال استثماره في أسهم العديد من الشركات عن طريق شركته الأساسية “بيركشاير هاثاواي”.
ومن أعظم الإنجازات التي حقَّقها “وارن بافيت” في شركته، هو أنَّ الذين استثمروا فيها عشرة آلاف دولار في بداياتها عام 1965، أصبحوا اليوم يملكون 165 مليون دولار.
ومن أهم الأمور التي يتمتع بها “وارن بافيت” هي أسلوبه بالاستثمار الذي يغلب عليه صبره وانضباطه عند اتخاذه لأي قرار استثماري.
شاهد بالفيديو: 6 نصائح من الملياردير وارن بافيت لحياة مالية متوازنة
3. جون تمبلتون:
بالإضافة إلى كونه أحد أهم المستثمرين في عالم الأعمال ومن بين الأكثر نجاحاً وتفوقاً، كان أيضاً مصرفياً ماهراً ومتمرساً، وهو ذو أصل بريطاني أمريكي.
وُلِد “جون” عام 1912، وفي بداية عمله بالاستثمار، ركَّز اهتمامه على شراء الأسهم ذات السعر المنخفض، والاحتفاظ بها لفترة معيَّنة ثمَّ بيعها بسعر أعلى بعد فترة معيَّنة، وكان هذا جُلَّ نشاطه خلال فترة الكساد الكبير الذي ساد في الولايات المتحدة الأمريكية خلال تلك الفترة، ونتيجة لتلك السياسة التي اتَّبعها في ذلك الوقت كان قد حقق أرباحاً كبيرة جداً، وبعد ذلك أنشأ مجموعة من الصناديق الاستثمارية الفتية، التي عُدَّت بعد وخلال فترة ذروتها أحد أهم وأنجح وأكبر الصناديق الاستثمارية.
وهكذا كانت حياته مليئةً بالنجاحات إلى أن توفي عام 2008.
4. توماس رو برايس جونيور:
عُدَّ هذا الرجل ذو الأصل الأمريكي على أنَّه الأب الروحي لاستراتيجية استثمار النمو، وهو رجل أعمال ومستثمر ناجح من الدرجة الممتازة، أما بالنسبة إلى استراتيجيته الشهيرة، فهي تعني أن يقوم المستثمر بالاستثمار في أسهم الشركات الصغيرة أو الناشئة، والتي من المتوقع أنَّها ستشهد نمواً كبيراً وتزايداً بمعدلات الأرباح في المستقبل؛ حيث تركز هذه الاستراتيجية تركيزاً جوهرياً على الاستثمار طويل الأجل.
وقد كان “توماس” أسطورةً في الانضباط والبحث والمتابعة المستمرة للشركات التي كان يستثمر فيها، وكان لهذا الأمر دور كبير في نجاحه خلال مسيرة حياته في مجال الاستثمار.
5. جون نيف:
تتلخص قصة هذا الرجل من خلال النجاح الهائل الذي حققه خلال عمله في شركة “ويلينجتون مانجمنت”.
فقد باشر في هذه الوظيفة في عام 1964، وظلَّ يعمل بها حتى عام 1997، ليتخطى الثلاثين عاماً بالكد والعمل والعطاء والنجاح، الذي برز من خلال إدارته لثلاثة صناديق استثمارية في هذه الشركة، وتبنَّى استراتيجية عملٍ ركَّز من خلالها على الاستثمار في الصناعات التي لها شعبية كبيرة، ولكن قام بذلك بطرائق غير مباشرة.
وأيضاً قام بالاستثمار في الشركات التي يكون لديها نسبة السعر إلى الربح منخفضة جداً، ولكن تتميز بأرباحها العالية.
بالإضافة إلى ذلك، قام “جون نيف” بإدارة الصندوق الاستثماري لشركة “ويندسور” وكان ذلك لمدة تجاوَزت الثلاثين عاماً، قام خلالها بتحقيق عائد استثمار يصل إلى نسبة 13.7%.
6. جيسي ليفرمور:
تتميز قصة نجاح هذا الرجل بأنَّه لم يتلقَّ تعليماً رسمياً أبداً، وعلى الرغم من ذلك، بات من أقوى وأشهر المضاربين في البورصة حول العالم؛ حيث بدأ بالمضاربة في سوق الأسهم في سن مبكرة كانت في بداية مراهقته، إلى أن بلغ ستة عشر عاماً، والعجيب بالأمر أنَّه وهو في ذلك العمر كان قد وصل إلى قيمة أرباح تزيد عن الألف دولار.
كما أنَّ “جيسي” كان قد عمل في سوق الأوراق المالية ولكن بطريقة غير قانونية ولسنوات عدَّة، وهذا كان عن طريق عمله في شركات وساطة وسمسرة غير مرخص لها بالتعامل في مجال الأوراق المالية.
ومن الجدير بالذكر أنَّ “جيسي” كان يعمل وفق استراتيجية الاستثمارات قصيرة الأجل في الأسهم، وهذا أكثر ما عزز نجاحه وتحقيقه لأرباحه.
7. بيتر لينش:
هو مستثمر أمريكي شهير، كان قد عمل في إدارة صندوق الاستثمار “فيديليتي ماجلان” لما يقارب ثلاثة عشر عاماً؛ حيث بدأ بهذا العمل في عام 1977، وحتى عام 1990، وحقق خلال هذه الفترة نمواً ملحوظاً لأصول هذا الصندوق الاستثماري؛ حيث ارتفعَت قيمة الاستثمارات في هذا الصندوق نتيجة جهود “بيتر” من ثمانية عشر مليون دولار إلى أربعة عشر مليار دولار.
وكانت استراتيجية “بيتر” الاستثمارية هي أن يستثمر فقط في المجال الذي يكون قادراً على فهمه وتحليله بسهولة، ومعرفة جميع جوانبه.
8. جورج سوروس:
إنَّ أكثر ما تميَّز به هذا المستثمر ذو المبدأ العلمي، هو مهارته في تحليل الاتجاهات الاقتصادية، وهو ذو أصلٍ هنغاري أمريكي.
كان “سوروس” مضارباً ناجحاً في سوق الأسهم؛ لذلك قام في عام 1973 بتأسيس صندوق للتحوط من مخاطر الاستثمار سمَّاه “سوروس فاند مانجمنت”، وقد تطوَّر هذا الصندوق تطوراً كبيراً بفضل جهود “جورج” إلى أن أصبح صندوق استثمار شهير وأطلق عليه اسم “كوانتوم مانجمنت”.
عمل “جورج” على إدارة هذين الصندوقين على مدى أكثر من عشرين عاماً، وقد حقق عن طريق الصندوق الاستثماري عوائد سنوية تجاوزَت نسبة 30%، وفي إحدى السنوات وبسبب الجهود الجبارة التي بذلها “جورج” حقق الصندوق عوائد سنوية زادت عن نسبة 100%، والجدير بالذكر أنَّ ذلك الإنجاز تحقَّق على مدى سنتين.
9. بيل جروس:
هو مستثمر أمريكي، وقد لُقِّب بـ “ملك السندات”؛ وذلك لأنَّه كان المؤسس والمالك والمدير لواحدة من أكبر شركات إدارة الاستثمارات المتخصصة في مجال السندات والتي تدعى “بيمكو”.
وقد حقَّق “بيل جروس” وفريقه في هذه الشركة صافي أصول تُقدَّر قيمتها بأكثر من 1.92 تريليون دولار، بالإضافة إلى كونها ذات دخلٍ ثابت أيضاً.
10. جون بوجل:
هو المؤسس لشركة “فانجارد جروب” الاستثمارية، وهو مستثمر ذو أصل أمريكي، وفي عام 1975، أسس “جون” شركته التي كانت متخصصةً في الاستثمار في الصناديق الاستثمارية، وتطوَّرَت هذه الشركة لتكون واحدةً من أكبر الشركات الراعية لصناديق الاستثمار في العالم.
اتخذ “جون بوجل” من استراتيجية الاستثمار السلبي سياسة له، طبَّقها من خلال استثماره في صناديق الاستثمار المشترك التي تتمتع بانخفاض التكلفة وانخفاض معدل الدوران.
في ختام هذا المقال، نرجو أن نكون قد قدَّمنا لكم قصصاً تلهمكم لمزيد من التقدم والسعي إلى تحقيق النجاح في حياتكم المهنية في مجال الاستثمارات.
فكل شخص أراد النجاح، عليه بذل كل الجهود المطلوبة، والتحلي بالصبر والثقة والإيمان بقدراته.
المصادر: 1، 2، 3، 4، 5، 6
اكتشاف المزيد من موقع الربوح
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.