مفهوم ريادة الأعمال الرقمية وأنواعها وأهميتها
جميع مَن ذكرنا هم رواد أعمال رقميين مشهورين جداً على مستوى العالم، استخدموا التكنولوجيا في إنشاء الأعمال، وغيرهم كثير ممن استخدموا التكنولوجيا في إنشاء منتجات والعثور على عملاء جدد، والوقت الحالي يشهد ظهور الريادة الرقمية بقوة؛ فذلك المفهوم أصبح الأكثر تدولاً في عالم الأعمال وأصبح الاقتصاد العالمي يتعامل بجدية أكثر مع الرقمنة للتأثيرات الكبيرة التي أودت إليها، فقطاع التكنولوجيا والاتصالات والمعلومات ينمو بمعدل خمسة أضعاف مختلف القطاعات الأخرى، وهذا ما جعل الثورة الرقمية تصل لمختلف جوانب الحياة البشرية.
يؤكد على ذلك مايكل هيرلاش في كتابه “الريادة الرقمية” فيقول: “يجب أن يكون صاحب المشروع على دراية بالأعمال التجارية، وأن يستخدم الإنترنت بوصفه وسيلة للاتصال والتجارة”، ومقالنا الحالي يوضح مفهوم وأهمية وفوائد ريادة الأعمال الرقمية، فتابع القراءة.
مفهوم ريادة الأعمال الرقمية:
يجب التعرف إلى الأعمال الرقمية أولاً لفهم ريادة الأعمال الرقمية، فتُعرف الأعمال الرقمية بأنَّها استخدام التكنولوجيا والتقنيات الرقمية الحديثة في سبيل إنشاء تطورات جديدة في نماذج الأعمال، أو كيفية القيام بالعمليات الأساسية وكيفية استخدام الخبرات، ويشمل ذلك أصحاب المشاريع والعلامات التجارية الرقمية والعملاء.
يمكننا القول إنَّ مفهوم التجارة التقليدي تطور بتطور التقنيات ودخول التكنولوجيا لعالم الأعمال، فظهرت تساؤلات كثيرة عن ريادة الأعمال الرقمية، ومفهومها كما يأتي:
هي المشاريع الحديثة التي تنشأ بالاعتماد على استخدام التقنيات الرقمية، ويشمل ذلك المشاريع بمختلف أنواعها سواء الصغيرة أم المتوسطة أم الكبيرة، والشركات بمختلف أشكالها حتى الناشئة منها والتي تجمع بينها صفة الاعتماد على التكنولوجيا في تطوير وبناء الأعمال وتطوير المنتجات والخدمات المقدمة، بهدف تحسين العمليات التجارية وأيضاً بهدف توسيع نطاق العمل الخاص بها، فيصبح الإنترنت المنصة الأساسية للتسويق، ويتم من خلاله العرض والبيع والتسليم والدفع أيضاً، ويتم الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة في التحليلات البيانية وتحسين العمليات التجارية.
تتمتع تلك الأعمال بصفة الاستمرار في التحول وبشكل سريع لتبقى متوافقة مع التغيرات السريعة التي تحدث في عالم السوق والتجارة والاقتصاد والأهم في عالم التكنولوجيا، وهذا ما يجعلها تعتمد على التفكير المميز والسريع والمبدع، فيمكن أن تصبح القدرة الرقمية هي الميزة التنافسية للشركة، ويمكن أن نشبه ريادة الأعمال الرقمية بكثير من الخدمات المقدمة عن طريق الإنترنت فقط، مثل التعلم عن بُعد والخدمات المالية الرقمية والألعاب الإلكترونية ومختلف تطبيقات الهاتف المحمول المعتمدة على الإنترنت في عملها.
الخطوات الأساسية لبدء عمل رقمي ناجح:
يجب عليك اتباع عدة خطوات أساسية في حال قررت مواكبة التطورات وبدء عمل رقمي ناجح، ومن ذلك:
- تطوير فكرة منتج موجود آنفاًأو خدمة غير موجودة، بحيث يتم تقديم حلول لمشكلة يواجهها العملاء مع منتج ما.
- بناء هوية العلامة التجارية الخاصة بك؛ من خلال إنشاء موقع ويب خاص وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة تمثل جميعها علامتك التجارية.
- بناء تطبيقات خاصة بالمعلومات الأساسية في الشركة، مثل أنظمة الدفع الإلكترونية وأنظمة إدارة العملاء والبرمجيات الإدارية.
- تنظيم حملات تسويق رقمية تشمل حملات إعلان مدفوعة وحملات تسويق عبر البريد الإلكتروني وعبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
- تحديد التمويل الأولي للمشروع كافة مصادر التمويل من استثمارات أو قروض وما شابه.
- تشغيل البنية التحتية الرقمية وإطلاق المنتج أو العمل التجاري بمختلف أشكاله بشكل رسمي.
- متابعة تغيرات السوق وآراء العملاء واتجاهات الأعمال الرقمية الناشئة والاستجابة للتغيرات للاستمرار في التحسين.
- تصميم تجربة العملاء وتصميم تجربة المستخدم السلسة للخدمات المقدمة.
- التميز في الاستراتيجية المتبعة من قبل شركتك للتفريق بين خدماتك وخدمات المنافسين.
- يجب الاعتماد على التعلم الآلي وتحليل البيانات في الأعمال الرقمية، فهي جزء هام من الخطة.
- جعل البنية التكنولوجية للعمل مرنة قابلة للتطور والاستمرار في التوسع.
- الحرص على اختيار من يمتلك الخبرات والمهارات المطلوبة للنجاح ليبقىفريق العمل بنفس القوة.
شاهد بالفديو: 8 مهارات أساسية يحتاجها رواد الأعمال لتحقيق النجاح
أنواع ريادة الأعمال الرقمية:
تشمل أنواع ريادة الأعمال الرقمية مجموعة من العناصر والعوامل الضرورية لنجاح أي عمل، ومن ذلك:
1. المنتجات والخدمات الرقمية:
التي يجب توافرها بشكل مميز وبطرائق مبتكرة.
2. التسويق الرقمي:
مختلف أنواع التسويق الموجودة على وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أشكاله تندرج تحت اسم التسويق الرقمي.
3. التكنولوجيا الرقمية:
التي تُستخدَم بشكل أساسي في تحليل البيانات وإدارة وتنظيم الأعمال لتحسين العمليات التجارية.
4. التجربة الرقمية:
التي يجب توافرها بشكل مريح ومميز عند استخدام الخدمات والمنتجات الرقمية.
5. الدفع الرقمي:
من الضروري توفُّر عدة خيارات ليتمكن العملاء من الدفع بطريقة آمنة ومريحة لهم في الوقت ذاته.
6. التحليلات الرقمية:
تحليل الأداء التجاري يعتمد بشكل أساسي على تحليل البيانات البسيطة والضخمة منها ليتم الوصول إلى القرارات الاستراتيجية المناسبة.
أهمية ريادة الأعمال الرقمية وفوائدها:
تحصل الشركة والمجتمع على عدة فوائد من ريادة الأعمال الرقمية، أبرزها ما يأتي:
1. خفض التكاليف:
ريادة الأعمال الرقمية تساعد على تقليل التكاليف بشكل كبير، فاستخدام التكنولوجيا في العمل يساعد على تقليل عدد الموظفين، فيمكن القيام بكثير من الأعمال إلكترونياً، ويساعد ذلك على توفير مساحات فعلية، كما يحسن من عملية التخزين.
2. رفع الإنتاجية:
تقليل التكاليف الذي تحدثنا عنه آنفاً يؤدي دوراً هاماً في رفع الإنتاجية، كما تساعد ريادة الأعمال الرقمية على تقليل الأخطاء وتوفير الوقت وتحسين العمليات، ومن ثم رفع جودة العمل وزيادة الإنتاجية.
3. توسيع نطاق العمل:
تساهم ريادة الأعمال الرقمية في وصول المنتجات والخدمات لمختلف الأسواق والطبقات والمجتمعات، ومن ثم كسب مزيد من العملاء، فوسائل التواصل الاجتماعي بإمكانها إيصال خدماتك ومنتجاتك إلى كل منزل حول العالم.
4. التواصل الفعال:
تساهم ريادة الأعمال الرقمية بشكل كبير في بناء علاقة قوية تجمع الشركات المنتجة مع العملاء والموردين التابعين لهم، ليصبح التواصل أكثر فاعلية؛ وذلك من خلال نظام التواصل المتبع في الشركة عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية أو التطبيقات الذكية ومختلف المنصات.
5. تطوير المهارات وتشجيع الابتكار:
تؤدي الأعمال الرقمية دوراً فعالاً في تشجيع الابتكار، فنلاحظ أنَّ الشركات الناشئة حالياً هي مصدر من مصادر الأفكار المبتكرة والمميزة، كما تساعد على تطوير المهارات لمواكبة التطورات وتحسين العمليات والقدرة على مواجهة العقبات وتجاوز الصعوبات والتحديات المستقبلية.
6. تعزيز التعاون الدولي والاندماج العالمي:
ريادة الأعمال الرقمية تفتح الباب لكثير من الفرص التي تسمح بالتعاون الدولي والاندماج العالمي، وينتج ذلك عن توسيع نطاق العمل، فكما ذكرنا آنفاً إنَّ ريادة الأعمال الرقمية تسمح بالوصول إلى مزيد من الأسواق الجديدة بسرعة وبكفاءة عالية؛ ليتم التعارف والتعاون والاندماج أيضاً بين شركات ومؤسسات على المستوى العالمي، وأيضاً يساهم ذلك في التعاون بين المؤسسات البحثية والجامعات العالمية؛ بهدف تبادل الخبرات والمهارات وتطوير الخدمات والمنتجات.
7. تشجيع التحول الرقمي ودعم التنمية المستدامة:
استخدام التكنولوجيا والتطبيقات والتقنيات الحديثة بطريقة صحيحة وفعالة ومتطورة يشجع الشركات والمؤسسات بمختلف أنواعها على التحول الرقمي ويسرِّع العملية، كما يدعم التنمية المستدامة وخاصة بالنسبة إلى الشركات الناشئة؛ وذلك لدوره الكبير في مواجهة التغيرات ومواكبة التطورات وحل المشكلات البيئية والاجتماعية والاقتصادية التي تواجه مختلف الشركات.
المهارات التي يجب أن يكتسبها رائد الأعمال الرقمي:
يحتاج رائد الأعمال الرقمي في الوقت الراهن إلى كثير من المهارات لتحقيق النجاح المميز:
- القدرة على إدارة فريق عمل ومواجهة المشكلات والتفكير بشكل استراتيجي.
- الإبداع في التفكير والقدرة على إيجاد حلول رقمية مبتكرة وجديدة.
- امتلاك مهارات التواصل؛ ليتمكن من إيصال الأفكار بالطريقة الصحيحة لفريق العمل.
- امتلاك مهارات تكنولوجيا المعلومات؛ ليتمكن من تطبيق أساسيات التكنولوجيا بالطريقة المثلى.
- تحمُّل الضغوطات؛ للتمكن من مواجهة التحديات الكثيرة التي تواجه الأعمال الرقمية.
- المرونة للتكيف مع التغيرات السريعة التي يتميز فيها السوق الآن.
في الختام:
وصلت الرقمنة لمختلف مجالات حياتنا، ومن ذلك الأعمال والتجارة لتصبح ريادة الأعمال الرقمية مفتاح النجاح الآن في السوق الرقمي الذي يزداد التنافس والاتساع فيه يوماً بعد يوم؛ لذلك أشرنا في مقالنا إلى مفهوم ريادة الأعمال الرقمية بأنَّه الاعتماد على التكنولوجيا في التجارة والأعمال.
رائد الأعمال هو من يبني نشاطاً تجارياً عبر الإنترنت، ويعود ذلك بكثير من الفوائد على المجتمع والشركات، فتساهم ريادة الأعمال الرقمية في خفض التكاليف وتزيد الإنتاجية؛ من خلال تحسين العمليات، إضافة إلى دورها الكبير في الوصول إلى مزيد من الأسواق والعملاء، فتوسِّع بذلك النطاق كما تجعل التواصل أكثر فاعلية مع المستهلكين والموردين أيضاً؛ وكل ما سبق يساعد على التعاون الدولي وتعزيز الاندماج العالمي.
لتصبح رائد أعمال رقمية عليك امتلاك مهارات التكنولوجيا، والقدرة على إدارة فريق العمل، ومواجهة التحديات، والقدرة على إيجاد حلول رقمية مبتكرة ومتجددة، فالسوق في تطور متسارع وعالم التكنولوجيا هو الأسرع في النمو.
